كريم علام الاعضاء المميزه
عدد المساهمات : 411 العمل/الترفيه : لدي مكتبة المزاج : تمام الحمد لله الاوسمة :
الاوسمة :
| موضوع: التدخين لايبطل الصيام الجمعة أغسطس 13, 2010 12:57 pm | |
|
التدخين لا يبطل الصيام! |
|
|
أثار مقال المفكر "جمال البنا" والذي نشر في جريدة "المصري اليوم" الأربعاء 6-9-2006 سجالاً فقهيًّا، وفحواه أن القول بأن التدخين يبطل الصيام هو من صنيعة الفقهاء، وهي من قبيل الاجتهاد البشري القابل للصواب والخطأ، وهو يرى خطأه، مقررًا أن التدخين لا يبطل الصيام، وأن هناك فرقًا بين الحكم على الشيء بالحرمة، وبين كونه يبطل عبادة.
وبنى البنا رأيه بعدم إفساد التدخين للصيام لما يلي:
أن التدخين إن كان يسمّى شربًا في العرف، فيقال: يشرب سيجارًا، ومن المعلوم أن الشرب يفطر، غير أن هذا تعبير عامي لا مكان له في الاجتهاد الفقهي، ولا يستند إليه في حل أو تحريم.
وأن ما يبطل به الصيام باستقراء النصوص الشرعية -كما يرى البنا- هو الأكل والشرب والمخالطة الجنسية، وهذا منصوص عليه؛ لأنه من العبادة، والعبادة لا يكون فيها حل أو تحريم إلا بنص شرعي.
أن هناك فرقًا بين العادة، والأصل فيها أنها مباحة وليست محظورة، بخلاف العبادة، والعبادة لا بد أن تكون مأمورًا بها، فما لم يثبت أنه مأمور به كيف يحكم عليه بأنه محظور؟ فالأصل في العبادات التوقف، وفي العادات العفو.
ويعتبر البنا أن أصل الإباحة لا يقتصر على الأشياء والأعيان، بل يشمل الأفعال والتصرفات التي ليست من أمور العبادة، وهي التي نسميها العادات أو المعاملات، فالأصل فيها عدم التحريم، وعدم التقيد إلا بما حرمه الشارع وألزم به، وقوله تعالي: "وقد فصَّل لكم ما حرم عليكم" (الأنعام: 119) عام في الأشياء والأفعال.
ويعرج البنا إلى التأكيد على أن التحريم والتحليل حق للشارع وحده، وأن الشرع عاب على من يحرم من تلقائه نفسه، وأن ما سكت عنه الشرع، فهو من مساحة العفو، وليس من مساحة التحريم.
وإذا كان هذا منهج الشرع في التحريم والتحليل، فإن البنا يدّعي أن منهج الفقهاء بخلاف هذا المنهج، فهم يريدون الأحكام الجامعة المانعة ويحرصون على ألا تفلت منها فلتة.
ويسوق البنا أن الفقهاء عرفوا الأكل والشرب بأنهما وصول عين يمكن التحرز منها إلى جوف الصائم من منفذ مفتوح انفتاحًا ظاهرًا يحس مع العمد، والعلم بالتحريم والاختيار، وبناء على تعريفهم فهو يرى أن هناك فرقًا بين العين والأثر، وأن وصول الرائحة بالشم إلى الدماغ أثرًا وليست عينًا، ووصول الطعم بالذوق إلى الحلق غير وصول عين المذوق.
وأضاف: قولهم: "يمكن التحرز عنها"، معناه: "يمكن تجنبها والابتعاد عنها، وخرج به العين التي لا يستطاع تجنبها، ولا البُعد عنها، فلا يضر دخولها الجوف، ولا تبطل الصوم، منها غبار الطريق، وغربلة الدقيق، والذباب، والبعوض، فإذا دخل شيء منها جوف الصائم فلا يبطل صومه لعسر التحرز عنها".
ورأى أن الدخان هواء لا يمكن الاحتراز منه، وأن الفقهاء قبلوا دخول الرائحة بالشم إلى الدماغ، أو الطعم بالذوق إلى الحلق. بل يرفض البنا أن يقال: إن التدخين حرام؛ لأنه ضار بالصحة، وأنه ليس هناك دليل على التحريم.
هذا الرأي رفضه عدد من فقهاء الشريعة، على رأسهم الدكتور أحمد طه ريان عميد كلية الشريعة الأسبق بجامعة الأزهر، وأستاذ الفقه بها حسب ما نشر عنه في "العربية.نت".
وبنى الدكتور ريان رفضه للفتوى على أسس منهجية، أهمها أن التدخين مفطر بإجماع الفقهاء، فهو شهوة من الشهوات، ورفض أن يكون التدخين شيئًا معنويًّا، بل هو شيء مادي، فيه ذوق وإحساس ورائحة، مستندًا أن تعريف الشيء المعنوي هو ما لا يحس ولا يذاق ولا يُشتهى، فكيف يقال إن التدخين معنوي؟!
ورأى الدكتور ريان أن القول بأن التدخين لا يفطر الصائم، ليس قولاً علميًّا ولكنه نوع من التخريف والمغالطة؛ لأن الفقهاء متفقون على أنه من المفطرات، ولا مجال هنا للاحتجاج بأن ذلك لم يرد في السنة التي مضى عليها 1400 عام، بينما التدخين حديث العهد، يعني من حوالي مائتين أو ثلاثمائة سنة، وهذا الاحتجاج هو نوع من المغالطة أيضًا، ويكفي اتفاق الفقهاء على كونه مفطرًا للصائم، فلا يوجد الآن بين فقهاء العصر من يقول بغير ذلك.الرؤية الطبية
وإذا كان هذا نوعًا من السجال الفقهي، فإن في الموضوع طرفًا آخر يجب إدراجه لبيان الرؤية بشكل أكثر شمولاً، وهو الجانب الطبي، حيث يرى الدكتور الطبيب أحمد تيمور اختصاصي أمراض القلب والصدرية بمصر أن التبغ يحوي ما يربو على 4000 مادة سامة تدخل الجسم من خلال التدخين الذي أشار له الأستاذ الفاضل البنا بأنه يستنشق فقط ليس إلا، ولكن الأصل أن بعض تلك المواد الصلبة السامة الموجودة في التبغ تحرق لتنتقل مع دخان السجائر الذي يستنشقه المدخن فتدخل الدم إما عن طريق الرئتين أو عن طريق امتصاصها من خلال الأغشية المخاطية المبطنة للمنطقة العليا من الجهاز الهضمي (الفم، البلعوم، المعدة).
وبمجرد انتقال هذه المكونات إلى الدم تحدث تأثيرات أيضية (عملية تمثيل غذائي) تمامًا كالتي تحدث عند الأكل، وهذه التأثيرات يعقبها فعل ضار؛ نظرًا للتأثيرات الضارة التي يحدثها التبغ.
وعن ضرر التدخين على الصائم يرى الدكتور تيمور أنه بعيدًا عن الفتوى القائلة بتحريم التدخين فمتفق عليه بين جمهور الأطباء أن التدخين يضر الصائم أكثر من المفطر؛ لأن الصائم عند صيامه يُعَدّ أقل مناعة من الطبيعي لانخفاض مستوى السكر في دمه، وبالتالي قلة حيويته ونشاطه، فليس من البديهي إذن أن نبيح له التدخين أثناء الصوم ليفتك بصحته ويؤدي به إلى الهلاك مع نهاية الشهر الفضيل.
وإذا كان الأستاذ جمال البنا عقّب بعد مقاله بأنه غير مدخن، فإن العجيب أن يذيل الدكتور أحمد تيمور ما قاله لـ"إسلام أون لاين.نت" بقوله: وكما وضع كاتب المقال ملاحظته بأنه غير مدخن. أضع ملاحظتي: بأني مدخن.هل الدخان هواء؟
وإن كان غالب الناس يرى أن فكرة الدخان هواء هو إبداع جمال البنا، فإن الدكتور أحمد الكبيسي من كبار علماء العراق يشير إلى أن هذا القول قال به الإمام الحنفي ابن عابدين من علماء القرن التاسع عشر، وهو خلاف ما يذهب عليه غالب الفقهاء. وإذا كان الأستاذ جمال البنا قد ذيّل مقالته بأنه لا يتعصب للتدخين؛ لأنه غير مدخن، فإن الدكتور الكبيسي رأى أن الأستاذ جمال لأنه غير مدخن، فإنه لم يدرك أن هذا "النفس" الذي يأخذه المدخن أكثر إرواء له من الماء ومن العصير والطعام، فهو ليس هواء، بل شيئًا ماديًّا مثل المخدر، ومن أمثلة ذلك أشياء يتم شمها، ويطلق على من يفعل ذلك في مصر "شمام" وهو يشتم شيئا فيسكر. العالم يحرم التدخين
غير أن الدكتور الكبيسي يرى أن يفتح الرأي للنقاش مرة أخرى بشكل حر على منهج علمي منضبط، لا أن يفتي الإنسان فتوى ولا يريد غيره أن يرد عليه، وأن يعاد النظر إلى ما كتبه الإمام ابن عابدين، بل رأى الكبيسي إعادة النظر في حرمة التدخين أمر قد يكون مقبولاً من حيث النظر، وتمحيص بعض الأحاديث التي تجعل التدخين يساوي الزنى ببعض المحارم، غير أنه لفت الانتباه إلى قراءة بيئة الفتوى، فكيف يفتي بحلّ التدخين في وقت يحارب العالم فيه كله التدخين؟ بل يرى أن يترك الناس حتى يقولوا هم إن التدخين حرام، فلا يأتوه من تلقاء أنفسهم.
وحذر الكبيسي من التمسك بالآراء الساقطة الشاذة التي تركها المسلمون وأهملوها، وأنها نوع من الشهرة الرخيصة، فهذا الكلام الذي قاله ابن عابدين في زمانه لم يعره أحد التفاتًا أو اهتمامًا.
وعن أثر الفتوى التي ذهب إليها جمال البنا، من أن البعض ربما يأخذ بفتواه ويدخن، يذهب الكبيسي إلى أن إثمه على من أفتاه "فكل من سمع قولك فهو في رقبته، فإذا كان حلالاً فأنت مأجور وإذا كان خطأ فأنت تذهب إلى جهنم وهم ليس عليهم شيء".شبهات مردودة
ويذهب مسعود صبري الباحث الشرعي بشبكة "إسلام أون لاين.نت" إلى أن التدخين مفسد للصيام، وذلك أن الفقهاء يروا أن مقصود الصيام هو الإمساك عن شهوتي الفرج والبطن، والتدخين نوع من الشهوة والغذاء، وليس هواء كما يقال؛ لأنه من مادة التبغ، وهو ورق نباتي إما أن يدخن أو يمضغ.
ويستدل صبري على إفساد التدخين للصيام قياسًا على السعاط (الدواء يدخل عن طريق الأنف)؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم للقيط بن صبرة: "بالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائمًا". وهذا يدل على أنه يفسد الصوم إذا بالغ فيه بحيث يصل إلى خياشيمه.
كما أن الفقهاء ذكروا أن وصول أي شيء إلى الجوف يبطل الصيام ولو كان غير غذاء، والدماغ أحد الجوفين.
ويشير صبري إلى أن الفقهاء قد نصوا على أن الصيام يفسد إذا أوصل الإنسان إلى دماغه شيئًا مثل إن قطر في أذنيه أو داوى شيئًا فوصل إلى دماغه؛ فيفسد صومه؛ لأنه إذا فسد بالسَّعوط دلّ على أنه يفسد بكل واصل من أي موضع كان، ولأن الدماغ أحد الجوفين فأفسد الصوم، وهذا هو ما يفعله التدخين بعينه.
ويرد صبري على ما قاله الأستاذ جمال البنا من أن الأكل والشراب والجماع وحدها مبطلة، قائلاً بأن من أكل ترابًا أو شيئًا لا يغذي يفسد الصيام كما عليه الفقهاء، وهو من باب القياس على المنصوص، فلا يحتج بأن التدخين لم ينص عليه، وأنه لا يحكم عليه بالحرمة، فإن الحرمة لا يقتصر مصدرها على القرآن والسنة فحسب، فهناك أدلة أخرى اجتهادية لا نصية، كالإجماع والقياس وغيرها.
وما استثناه العلماء من وصول غبار ونحوه إلى جوفه مما لا يحترز منه، يخالف التدخين؛ لأن التدخين إدخال عمد، وهذا يعني أن الأصل في إدخال شيء عمدًا هو إفساد الصيام، والتدخين هو كذلك، فيفسدصدور الفتوى من أهلها
|
الدكتور محمد مختار المهدي |
وتعليقًا على رأي الأستاذ جمال البنا يشير الدكتور محمد مختار المهدي الأستاذ بجامعة الأزهر أنه يجب أن تكون الفتوى صادرة عن أهلها من المتخصصين في الفتوى، وألا يشغل العامة بأمور تثير بلبلة في حياتهم، وأن يتوخى المفتي ألا تكون فتواه ذريعة لانشغال الناس بأشياء فرعية تبعدهم عن قضاياهم الكبرى.
ويرى المهدي أن الفقهاء اتفقوا على تحريم الدخان، وأن الأطباء أثبتوا ضرره؛ لأنه تناول شيء من الفم ليصل إلى الجوف، وهذا ينافي مقصود الصيام الذي يتغلب فيه الإنسان على شهوته، والتدخين يعرف عن أصحابه بـ"الكيف"، أي أنه يحوي لذة، محذرًا من أن هذه التصريحات تدخل في إطار الآراء الشاذة التي لا يجب الأخذ بها.
ومن الناحية العملية يشير الشيخ منصور الرفاعي عبيد وكيل وزارة الأوقاف الأسبق إلى أن التدخين الذي يدخل إلى جسم الإنسان له دورة تبدأ من الفم إلى الأنف وتتصل بالرئة والبلعوم ويدخل أثر منه إلى المعدة.. ويؤكد أن من يتحدثون في هذه الأمور الثابتة لا بد أن يراجعوا أنفسهم وإلا فإنهم يدمرون الأمة، ويحققون أهداف أعدائها في هذا التوقيت الذي لا بد أن نلتفت فيه إلى قضايا أكثر أهمية في الوقت الذي تمر فيه الأمة بأزمة كبيرة.
وقد يبدو أن الوقوف على بيان الحكم الشرعي في مثل هذه القضية وحده غير كاف، فبيئة الفتوى، وتأثيرها العالمي الذي لا يتعارض مع مقررات الشريعة، ومدى تطبيق الناس لحدود الفتوى، وما يترتب إليه من آثار يجب أن تكون في ذهن المجتهد، وألا يفرح بأنه توصل إلى شيء يرى أن غيره لم يتوصل إليه، فصناعة الفتوى من الصناعات الثقيلة التي تأخذ حجمًا من الاهتمام من الواجب أن يكون أكبر من غيره من الصناعات. |
|
|
| |
|
Esprit Habib عضو ذهبى
عدد المساهمات : 792 العمل/الترفيه : مركز النيل تل المزاج : كله ماشى
الاوسمة :
| موضوع: رد: التدخين لايبطل الصيام الجمعة أغسطس 13, 2010 2:04 pm | |
| | |
|
سايكو عضو ذهبى
عدد المساهمات : 539 العمل/الترفيه : كره القدم المزاج : كره القدم
الاوسمة :
| موضوع: رد: التدخين لايبطل الصيام السبت أغسطس 14, 2010 12:00 pm | |
| مشكور علي مجهودك الرائع يا كريم للامام دوما | |
|